اعتاد زوجى أن يترك المنزل بعد كل خناقة بيننا، يعود بعدها بأيام دون أن يخبرني بمكانه فترة غيابه ، وآخر مرة غضب منى وترك المنزل منذ شهر كامل دون سبب مقنع ودون أن يترك مليما لمصاريف الأولاد والمنزل، واشترط على شروطاً قاسية لاتحق له لكي يعود إلى البيت بدعوى أننى أخطأت فى حقه.. فماذا أفعل علماً بأن أولادى يحتاجون إليه وإلى إنفاقه عليهم وخاصة أثناء الدراسة؟
يجيب عنها في مجلة الزهور أ.د عبد الفتاح إدريس ، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف قائلا:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالرجل راع فى بيته وهو مسؤول عن رعيته " (متفق عليه) ، وإذا اشترط الزوج لقيامه برعاية هؤلاء الرعية أن يلزم زوجته بأمور معينة فإنه لا يصلح أصلاً أن يكون راعياً؛ لأنه تخلى عن مسئوليته الشرعية عنهم ، وغاب عنهم هذه المدة ليجعل رجوعه إلى أسرته مشروطاً فى حين أن مقامه بين أولاده وزوجته فرض، وهذا الفرض لا ينبغى أن يأخذ على أدائه عوضاً سواء كان الذى يعطى العوض الزوجة أو غيرها .
ومن ثم ؛ فإن ما يضعه هذا الزوج من شروط لقاء عوده إلى بيته وأولاده هو عبث ينبغى عليه أن يقلع عنه لأنه ليس له وجه حق فى هذا ، وليس للزوجة أن تطيعه فى الوفاء بهذه الشروط . وعلى الزوجة أن تلجأ إلى أسرته للضغط عليه لينفق على أولاده وزوجته ويرعاهم كما أمر الله؛ فإن لم يستجيبوا فلا يكون أمامها خيار إلا القضاء.
0 التعليقات
إرسال تعليق