مصر على اعتاب الانتخابات التشريعية ، وتكوين مجلس الشعب ، وكما سبقت تونس مصر في الثورة ، فقد سبقتها ايضا في العملية الانتخابية ، ولكن نتائج الانتخابات في تونس اظهرت تقدم التيارات الاسلامية وسيطرتها على الشارع التونسي ، وهو ما جعل العلمانيين في تونس يبكون على ضياع حلم دولتهم العلمانية التي حلموا بها ، ووصفوا الشعب بانه متخلف وجاهل ولا يعرف شيئ ، فهل سيبكي المصريون كما بكى السوريون ؟؟؟
من الواضح ان سيطرة وسطوة الاحزاب الاسلامية في مصر على الشارع المصري اصبح حقيقة لا ينكرها الا غافل وعلى راس هذه الاحزاب هو حزب الحرية والعدالة الذي انشاته الجماعة بعد ثورة يناير وتحقيقها مكاسب جمة من وراء هذه الثورة الى حد يمكن القول ان جماعة الاخوان المسلمين هي المستفيدة الاولى والاخيرة من ثورة الخامس والعشرين من يناير
يشارك الاخوان المسلمين في السيطرة على مجلس الشعب القادم اعضاء الحزب الوطني المنحل الذين دخلوا في احزاب جديدة تاسست بعد الثورة ، وهؤلاء الاعضاء المنتمون الى الحزب الوطني سابقا سيكون على الارجح معظمهم من صعيد مصر ،نظرا لسيطرة العامل القبلي على سير العملية الانتخابية ، ولا يخفى على احد انه وحتى بعد الثورة المصرية لم تتاثر عقلية سكان صعيد مصر فيما يتعلق بكيفية انتخاب واختيار المرشح ، فهذه العملية تخضع اكثر ما تخضع لعامل القبلية والعزوة والعائلة الكبيرة الكثيرة العدد التي قد تفرض سطوتها وسيطرتها بكثرتها وتعدادها او باموالها وعلاقاتها على بلاد باكملها ، ويكون مقعد مجلس الشعب
بالنسبة لهذه العائلات ارث يتم توارثه ابا عن جد ولن تسمح هذه العائلات بضياع كرسي مجلس الشعب من بين ايديها حتى لو وصل هذا الامر الى حد اراقة الدماء وهو ما كان يحدث بالفعل ايام النظام السابق وفي ظل قوة الشرطة واحكام سيطرتها على الشعب بقبضة من حديد ، فماذا سيكون الحال في ظل حالة الترهل الامني التي تعيشها مصر بعد الثورة .
الاخوان المسلمون هم القوة الحزبية السياسية الاكثر تنظيما على المسرح السياسي المصري في الوقت الحالي ، وهي القوة السياسية الاولى المرشحة للفوز باكبر عدد مقاعد في البرلمان المصري القادم
لقد اثبتت تجربة الانتخابات التشريعية لعام 2005 ان الاخوان المسلمين قوة لا يستهان بها على المسرح السياسي حيث حصل المرشحون المنتمون الى الحركة حصلوا على 88 مقعد في البرلمان وكانت هي الاولى والاخيرة التي حدثت ، وبعد الثورة اكدت الجماعة على قوتها من خلال مشاركتها في بعض المليونيات ، وتواجدها في كل شارع مصري ، وهوا يجعل اي شخص يقول ان الاخوان المسلمين هم الفائزون في الانتخابات المقبلة ، وستكون معظم نجاحاتهم في المدن والمحافظات حيث يقل العامل القبلي ويسود عامل الخدمات والمصلحة الشخصية على حساب القبلية ، والاخوان هم اكثر القوى السياسية التي تستغل هذا الامر خير استغلال ، عن طريق توفير المستلزمات الاسياسية للمواطن باسعار قد تكون في كثير من الاحيان ارخص من نظيرتها في بقية الاسواق وهو يجعل شعبية الحركة تزداد في المجتمع المصري وفق ما يصطلح عليه باسم " الزبائنية السياسية " ولكن ، السؤال الذي يتبادر الى الاذهان هو ما مصير بقية الاحزاب السياسية التي طفت على الساحة السياسية في فترة ما بعد الثورة ؟؟؟
يمكن القول ان الاحزاب بعد الثورة المصرية يمكن تقسيمها الى قسمين ، الاول منها هو احزاب كانت موجودة بالفعل قبل الثورة وكانت تصنف ضمن الاحزاب الكاريكاتورية او احزاب معارضة مدعومة من النظام ، وهي احزاب ليس لها رصيد سياسي لدى الشعب نتيجة ممارساتها ومواقفها قبل الثورة وعلى راسها احزاب مثل التجمع والوفد والعربي الناصري وغيرهم ، وهذه الاحزاب قامت باستبعاب بعض اعضاء الحزب الوطني المنحل ممن لهم جماهيرية في دوائرهم من اجل ضمان الحصول على بعض المقاعد في البرلمان المقبل ، اما القسم الثاني فهي احزاب ظهرت على الساحة السياسية بعد الثورة ، ومنها احزاب النور والوسط ومصر الحرية وحزب المساواة والتنمية وحزب مصر القومي وحزب المواطن المصري وحزب المصريين الاحرار ، وهي احزاب ان حصلت على شيئ في البرلمان سيكون نصيبها بعض المقاعد المحدودة للغاية فيما عدا حزب المصريين الاحرار الذي من المتوقع ان يحصل على عدد جيد من المقاعد نظرا لارتباطه باصوات الاقباط في مصر ..
مصر الجديدة
0 التعليقات
إرسال تعليق